قال الشيخ في محاضرة :
الدروس المستفادة من سورة إبراهيم عليه السلام :
ومن أنجع الوصايا وأعظمها أن تعلم أن الأمور ثلاثة:
1. لا نجاة من الموت،فمن مناك يوما أن تنجو من الموت فقد استخف بعقلك...
.
2. ولا سلامة من الناس ،من ظن أنه ينجو من قدح الناس وذمهم "من أملك بهذا فقد استخف بعقلك
""الناس إما حاسد مبغض شانئ فيذمك ،وإما محب فيغلو فيك،وإما رجل بين بين متقلب أو رجل يجهلك، لكن لا يمكن أن يسلم أحد من الناس .
3. لا راحة في الدنيا ،من أملك أن ترتاح في هذه الدنيا فقد استخف بعقلك ، فكلما لقيت شدة تذكر لا
راحة دون لقاء الله ،لكن المؤمن يرتاح ويطمئن إذا لقي الله "إن كانت له في الدنيا إيمان وعمل صالح "إذا وقف بين يدي الله
، فعلى قدر ما تدخر لنفسك من إيمان وعمل صالح تكون طمأنينتك ويكون أمنك إذا وقفت بين يدي الرب تبارك وتعالى،
ولا بد أن يكون في القلوب شوق إلى لقاء الله ،والمؤمن يرجو من الله قلب يشكر الله على نعمائه ويحمد الله على قضائه ،
ويصبر على البلاء ويشتاق إلى لقاء الله كل الشوق ،فالنبي صلى الله عليه وسلم خير عند الموت مابين الخلد في الدنيا ثم الجنة وبين لقاء الله ثم الجنة فاختار لقاء الله ثم الجنة ،والمؤمن يعظم شوقه إلى الله
لكن لا يعني ذلك أن يزهد في الدنيا وأن يتمنى الموت
. لا .. هذا لا يطالب به عاقل ولا منصف تقول عائشة رضي الله عنها لرسول الله : "كلنا يكره الموت " لأن الموت مصيبة سماه الله جل وعلا في القرآن مصيبة ولا أحد يحب المصائب لكن الذي يشتاق إلى لقاء الله يُعد عملا يلقى به الله .
.
خاتمة الوصايا : قال الله : (هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)
خاتمة ما نوصي به :
· تجنب أن يقع في قلبك حب أحد أعظم من حب الله.
· والأمر الثاني:لا تجعلن أذنك صماء إذا نادى المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح وأعظم ذلك
صلاة الفجر،قال الله: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً).
· رابع الوصايا: ابتعد عن التجبر والظلم ،إذا كنت متجبرا ابتعدت عن رحمة الله والناس يظنون
غالبهم أن التجبر مرده إلى غنى أو إلى منصب وهذا غير صحيح ، التجبر في القلب بصرف النظر عن غنى الإنسان وفقره،عن كونه سائلا أو مسئولا، عن كونه رفيعا أو وضيعا
،قال الله: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) فنسب الله الكبر والجبروت إلى القلوب وفي الحديث"عائل مستكبر" أي فقير مستكبر ،
وقد يقع في الأغنياء لكن العبرة بالقلب نفسه ..وكلما تجبر العبد على عباد الله عرض نفسه لعقوبة الله
،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"،
ثم لا بد أن يحرص الإنسان في هذه خاتمة الوصايا أن يكون في قلبه حب لله ،حياء من الله، إقبال على الله .
*****************************************
** نفعني الله وإياكم بما نسمع ورزقنا من الخير فوق ما نؤمل
ووقانا من الشر فوق مانخشى **
دمتمــــــ....