أشغل مايكل جاكسون الناس في حياته وبعد مماته. فالحديث السائر الآن هو عن خبر وفاته المفاجئ، وعن سيرته وأخبار زوجاته وأولاده وحياته. إلا أن التأثير الكبير لخبر وفاته كان على الإنترنت وبنيتها التحتية التي ترنحت وكادت نبضاتها أن تتوقف. فقد صرح مسؤولو جوجل بأنهم ظنوا أنهم يتعرضون لهجمات منع أو تعطيل الخدمة وأصبح مستخدمو جوجل يحصلون على رسالة خطأ بدلا من صفحة النتائج الخاصة بالبحث. وكذلك موقع تويتر الشهير بسرعته والذي أصبح يتأخر بمقدار 20 دقيقة نتيجة مئات الآلاف من المشاركات في وقت قصير التي يرسلها مستخدمو الموقع، وأصبح الكثير من المستخدمين للموقع يحصلون على صورة الحوت الأبيض والتي توضح حصول خطأ في الموقع، أما مواقع الأخبار الشهيرة مثل CNN و ABC و AOL و LA Times و CBS فقد أصبح تحميل صفحاتها بطيئاً جدا وأصبح يأخذ وقتا يصل ل 9 ثوان وأكثر. وكذلك هو الحال في موقع TMZ والخاص بأخبار المشاهير والذي يعتبر أول من نشر خبر وفاة مايكل جاكسون، فقد انهار هذا الموقع، وكلما أصلحه المشرفون عليه انهار مرة أخرى. أما موقع الشبكات الاجتماعية فيس بوك فقد تعرض لضغط كبير أيضا، فقد وصل عدد المشتركين في صفحة "تخليد مايكل جاكسون" إلى 900 ألف مشترك بين عشية وضحاها.
أما مواقع الفيديو والملفات الصوتية مثل يوتوب وآي تونز فقد تعرضت لضغط هائل من المستخدمين الذين يريدون تحميل أغاني المطرب ولقاءاته. ففي موقع يوتوب الشهير وصل عدد المشاهدات بعد وفاته إلى أكثر من 3 ملايين مشاهدة وأكثر من 100 ألف تعليق على ملفات الفيديو الخاصة به في فترة وجيزة.
أما شركات الاتصالات فقد لاقت زيادة في استخدام الهواتف المحمولة واستخدام الرسائل النصية، حيث أعلنت شركة AT&T أن متوسط الرسائل النصية وصل إلى 65000 رسالة في الثانية الواحدة.
الحديث سيطول عن مدى تأثير هذا الحدث على الإنترنت ولا تعنينا تفصيلاته في هذا السياق. بل ما أردت الإشارة إليه هو أن انعكاسات هذا الحدث من الناحية التقنية تحذر عن مدى عرضه البنية التحتية للإنترنت للخطر. فكون جميع هذه المواقع الشهيرة والتي تقدر رؤوس أموالها بمليارات الدولارات تنهار تحت وطأة الاستخدام العادي وغير العدائي يجعلنا نتساءل عن مدى قابلية البنية التحتية للإنترنت لمقاومة الهجمات التي تستهدف تدميرها وإسقاطها.
إن ماحدث لا يعتبر مجرد ظاهرة أو سلوك غريب في بيئة الإنترنت، بل هو رسالة تحذيرية لمجتمعات تعتمد اعتماداً كاملاً على الإنترنت من دون أن يكون لها تحكم أو دراية بما يحاك لمستقبلها المجهول.
((منقول)