مدخـــــــل
كلنا نهوى الحياة ..
وكلنا لا نتشابه في غواية الحياة ..
ولذلك تعمَّرتِ الحياة
فلولا أن تشابهنا .. لانعدم جمال الكون ولإنعدمت فتنة التغاير
كل منا يحتفظ في نفسه بصور معينة لنفسه
ليست صورة واحدة وإنما صورا عديدة
بعضها إيجابي
وبعضها سلبي
قد يرى نفسه ناجحا في بعض مجالات الحياة وفاشلا في بعضها الآخر
هذا الإعتقاد أو وذاك ليس مبنيا بالضرورة على حقائق ثابتة
وإنما يكون في كثير من الأحيان مبنيا على حادثة أو موقف أو كلمة أو لفتة
ومن خلال هذه الحادثة يرسم الإنسان صورة لنفسه ويقتنع بها
ومع مرور الأيام يصبح هذا التصور عقيدة راسخة في النفس..
....ماهو التفكير الإيجابي؟؟
هو اقتناع بفكرة
هذا الإقتناع قد يبدأ بحادثة أو بموقف وبالتالي يستقر في نفسه أنه إنسان ناجح
ويملأ هذا الإعتقاد نفسه ويوجه سلوكه في مستقبل حياته
....ماهو التفكير السلبي؟؟
هو نوع من الإيحاء الذاتي يقوم به الإنسان حيال نفسه
يهمس لنفسه بأنه عاجز أو غير قادر أو غير مستطيع
أو فاشل أو غير محبوب إلى آخر القائمة التي لا تنتهي من الأفكار والمشاعر السلبية
شتــــــــآن مابين التفكير الأيجابي والسلبي:
نرى جميعا أن جلوسنا مع أشخاص مكتئبين يندبون الحياة ولا يعجبهم شيء يجعلنا نشعر بالضيق وعدم الارتياح وربما الاكتئاب أيضا،
وجلوسنا مع أشخاص متفائلين ينشرون الأفكار الجميلة يجعلنا نشعر بالارتياح وربما السعادة أيضا.
إن ذلك يحدث في الشركات والمؤسسات فالأشخاص في فريق عمل يتأثرون بطريقة تفكير من يبادر بالكلمة الأولى سواء كان إيجابيا أو سلبيا
مثآل عن التفكـــير السلبي :
ممدوح تقدم بطلب لوظيفة جديدة. وهو متأكد بان الوظيفة لن تكون من نصيبه نظرا إلى انه لا يحترم ذاته احتراما كافيا ويشعر انه غير مؤهل لنيل الوظيفة.
وهو يشعر أن المتقدمين الآخرين لنيل الوظيفة أفضل منه وأكثر تأهيلا منه. ممدوح إذن يعاني من موقف ذهني سلبي.
وهو توصل إلى هذه الحالة بسبب خبرات سابقة كثيرة تقدم فيها لشغل وظائف ولم يوفق في طلبه.
رأسه مليء بالأفكار السلبية والخوف والقلق طوال الأسبوع الذي سبق موعد المقابلة.
وفي يوم المقابلة صحا من النوم متأخرا واكتشف أن قميصه الذي كان يعتزم ارتداءه للمقابلة كان وسخا بينما كانت قمصانه الأخرى بحاجة إلى كي.
وبما أن الوقت كان متأخرا اضطر ممدوح أن يلبس قميصا غير مكوي.
وفي أثناء المقابلة كان شديد التوتر وأظهر موقفا سلبيا. كان قلقا بشأن قميصه وشعر بالجوع لأنه لم يكن لديه وقت لتناول إفطاره.
وهذا كله شتت انتباهه فلم يتمكن من التركيز على أسئلة الفاحصين وأعطى انطباعا سيئا وفي آخر الأمر تحققت مخاوفه ولم يحصل على الوظيفة.